كراهة الزيادة على ثلاث للوضوء

السؤال
ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن توضأ هكذا الوضوء فمن زاد على هذا أو نقص فقد ظلم وأساء؟
الإجابة
أقول وبالله التوفيق: الكراهة لمخالفة السنة بالإسراف أو التقتير، فعن عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: «أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِي : يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ الطُّهُورُ؟ فَدَعَا بِمَاءٍ فِي إِنَاءٍ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، فَأَدْخَلَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّاحَتَيْنِ فِي أُذُنَيْهِ، وَمَسَحَ بِإِبْهَامَيْهِ عَلَى ظَاهِرِ أُذُنَيْهِ، وَبِالسَّبَّاحَتَيْنِ بَاطِنَ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا الْوُضُوءُ، فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا أَوْ نَقَصَ فَقَدْ أَسَاءَ وَظَلَمَ، أَوْ ظَلَمَ وَأَسَاءَ»، في سنن أبي داود1/81، وسنن ابن ماجه1/146، وسنن النسائي1/88، ومسند أحمد2/180، وقال الشيخ شعيب: صحيح، وهذا إسناد حسن. أي: فقد جاوز عما حد له الشرع، وعما جعل غاية التكميل، وظلم نفسه؛ لمخالفته  ، أو لأنه أتعب نفسه في الزائد بلا حصول ثواب له، أو بإتلاف الماء ووضعه في غير موضعه بلا ترتب فائدة له. والمعنى: أن من زاد على أعضاء الوضوء أو نقص عنها، أو زاد على الثلاث معتقداً أن السنة لا تحصل بالثلاث، أو أنقص عنه معتقداً أن الثلاث خلاف السنة فقد أساء، أما إذا زاد؛ لطمأنينة القلب عند الشك، أو بنية وضوء آخر، أو نَقَصَ؛ لعوز الماء، أو للبرد، أو للحاجة، مع اعتقاد سنية الثلاث، فلا يكون متعدياً ولا ظالماً. ينظر: التوضيح شرح مقدمة أبي الليث، والله أعلم.
imam icon

أرسل سؤالك إلى المساعد الذكي

إذا لم تكن الإجابات السابقة مناسبة، يرجى إرسال سؤالك إلى المفتي عبر