السؤال
يقال: إن علماء السلف أجمعوا على عدم وصول أجر قراءة القرآن للميت، وأن هذا من البدع لعدم وجود دليل من القرآن الكريم والسنة النبوية، وتضيف السائلة: نحن ملتزمون بما جاء في القرآن والسنة من أدلة، فلا يصل للميت من طاعات إلا الدعاء والصدقات، والحج إذا لم يحج، والصيام إذا لم يصم، وجواز العمرة، وقضاء دينه، وتستنكر السائلة الأخذ بمذهب فقهي يجيز الإهداء، في حين أن هناك مذاهب أخرى تمنع الإهداء، فما رأي الشرع فيما سبق؟
الإجابة
أقول وبالله التوفيق: نحن أهل السنة متمسكون بما عليه السلف والأخذ به، ونختلف عن أصحاب الأهواء من الفرق الضالة أنهم يفهمون الكتاب والسنة بأنفسهم فضلوا وأضلوا، وفهم السلف من الصحابة والتابعين طريقته العلمية الوحيدة الثابتة في نقله هي المذاهب الفقهية الأربعة، فمثلاً المذهب الحنفي نقل لنا فقه ابن مسعود وعلي وعمر وأكابر الصحابة في الكوفة الذين بلغوا 1500 صحابي، ولذلك نجد أهل السنة عبر التاريخ ساروا على المذاهب الفقهية بلا خلاف؛ لأن العلوم جمعت علم السلف ونقحته وحرّرته، فكان ما اتفق عليه إجماعاً لا يجوز مخالفته، وما اختلفوا فيه الأمر متسع فيه للخلاف، ومسألة سماع الأموات عليها عامة جماهير أهل السنة، وهي المعتبر في عامة المذاهب، كما هو مذكور في كتب المذاهب الأربعة، وهي متعلقة بمسألة وصول الثواب للأموات التي أخذت بها عامة المذاهب الفقهية، والله أعلم.