الجواب:أقول وبالله التوفيق: من الأدب أن يدعو الله عند غسل كل عضو في الوضوء بالأدعية المأثورة عن السلف، فإن هذه الأدعية وإن لم يرد بها حديث عن النبي لكن لا بأس بها ما لم ننسبها إلى النبي ، خاصة أنها وردت عن السلف، وهي داخلة تحت الأمر العام بذكر اللَّه، ولم يرد نهي عنها. ولم يصح عن النبي منها إلا قول الشهادتين، وقول: «سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك» بعد الفراغ من الوضوء، أما الباقي فهو وارد عن السلف. قال الطحطاوي في حاشيته على مراقي الفلاح، ص49: «قال ابن أمير حاج: سئل شيخنا حافظ عصره شهاب الدين ابن حجر العسقلاني عن الأحاديث التي ذكرت في «مقدمة أبي الليث» في أدعية الأعضاء، فأجاب بأنها ضعيفة، والعلماء يتساهلون في ذكر الحديث الضعيف، والعمل به في الفضائل، ولم يثبت منها شيء عن رسول الله ، لا من قوله ولا من فعله اهـ. وطرقها كلها لا تخلو عن متهم بوضع، ونسبة هذه الأدعية إلى السلف الصالح أولى من نسبتها إلى رسول الله ؛ حذراً من الوقوع في مصداق: «من كذب علي متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار». وعن هذا قالوا: كما في «التقريب»، و«شرحه»: إذا أردت رواية حديث ضعيف بغير إسناد، فلا تقل قال رسول الله ، وما أشبه ذلك من صيغ الجزم، بل قل: روي عنه كذا، أو بلغنا، أو ورد، أو جاء، أو نقل، وما أشبهه من صيغ التمريض، كما يقبح في الضعيف صيغة الجزم، قال الهندي، وغيره: ولم يثبت منه إلا الشهادتان بعد الفراغ منه». وقال الكناني في تنزيه الشريعة، 2/70: «وقال في المنهاج: وحذفت دعاء الأعضاء إذ لا أصل له، وتعقبه الأسنوي فقال: ليس كذلك بل روى من طرق منها عن أنس ». وقال النووي في الأذكار، ص29: «وأما الدعاء على أعضاء الوضوء، فلم يجئ فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال الفقهاء: يستحب فيه دعوات جاءت عن السلف، وزادوا ونقصوا فيها». ومن هذه الأدعية: عند المضمضة: «اللهم أعني على تلاوة القرآن وذكرك وشكرك وحسن عبادتك». عند الاستنشاق: «اللهم أرحني رائحة الجنة، ولا ترحني رائحة النار».وعند غسل وجهه: «اللهم بيِّض وجهي يوم تبيض وجوه وتسود وجوه». وعند غسل يده اليمنى: «اللهم أعطني كتابي بيميني، وحاسبني حساباً يسيراً». وعند غسل يده اليسرى: «اللهم لا تعطني كتابي بشمالي، ولا من وراء ظهري». وعند مسح رأسه: «اللهم أظلني تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظل عرشك». وعند مسح أذنيه: «اللهم اجعلني من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه». وعند مسح عنقه: «اللهم أعتق رقبتي من النار». وعند غسل رجله اليمنى: «اللهم ثبت قدمي على الصراط يوم تزل الأقدام». وعند غسل رجله اليسرى: «اللهم اجعل ذنبي مغفوراً وسعيي مشكوراً وتجارتي لن تبور». وأن يسمي الله جل جلاله عند غسل كل عضو، وأن يصلي على النبي بعد غسل كل عضو. وأن يقول بعد الفراغ من الوضوء: «أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبد الله ورسوله». وأن يقول أيضاً بعد الفراغ من الوضوء: «سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك»، ينظر: تبيين الحقائق 1: 6-7، ومجمع الأنهر 1: 16، وبدائع الصنائع 1: 23-24، والتعليقات المرضية على الهدية العلائية ص25، والله أعلم.