الجمع بين صلاتين بسبب المرض

السؤال
ما حكم الجمع بين صلاتين بسبب المرض؟
الإجابة

قول وبالله التوفيق: لا يجوز الجمع بين صلاتين في وقت واحد بسبب العذر من سفر، أو مطر، أو برد، أو مرض، أو غيرها، إلا في عرفة ومزدلفة، وهي الظهر والعصر بعرفات جمع تقديم، والمغرب والعشاء بالمزدلفة جمع تأخير، ويجوز الجمع بين صلاتين فعلاً بأن صلى كل واحدة منهما في وقتها، بأن يصلي الأولى في آخر وقتها، والثانية في أول وقتها، فإنه جمع في حق الفعل، وإن لم يكن جمعاً في الوقت. وحجة ذلك: ما يلي: أولاً: النصوص القرآنية والحديثية الواردة بتعيين الأوقات، فلا يجوز تركها إلا بدليل مثلها، ومنها: قال جل جلاله: (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) الإسراء: 78، وقال جل جلاله: (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) النساء: 103، وقال جل جلاله: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ) البقرة: 238، وعن أبي ذر قال صلى الله عليه وسلم: ((صلِّ الصلاة لوقتها))، في صحيح مسلم 1: 448، وغيرها من النصوص. ثانياً: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ((ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة إلا لميقاتها، إلا صلاتين صلاة المغرب والعشاء بجمع، وصلى الفجر يومئذ قبل ميقاتها))، في صحيح مسلم 2: 938، وصحيح البخاري 2: 604. ثالثاً: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الصلاة لوقتها إلا بجمع وعرفات))، في سنن النسائي الكبرى 2: 423، والمجتبى 5: 254، وإسناده صحيح كما في إعلاء السنن 2: 84. رابعاً: عن نافع وعبد الله بن واقد إن مؤذن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((الصلاة، قال: سر سر حتى إذا كان قبل غيوب الشفق نزل فصلى المغرب، ثم انتظر حتى غاب الشفق وصلى العشاء، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا عجل به أمر صنع مثل الذي صنعت))، في سنن أبي داود 2: 6، وسنن البيهقي الكبير 1: 114، وسنن الدارقطني 1: 393، وإسناده صحيح كما في إعلاء السنن 2: 85. خامساً: عن علي رضي الله عنه: ((إنه كان إذا سافر سار بعدما تغرب الشمس حتى تكاد أن تظلم، ثم ينزل فيصلي المغرب، ثم يدعو بعشائه فيتعشى، ثم يصلي العشاء، ثم يرتحل ويقول هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع))، في سنن أبي داود 2: 10، والأحاديث المختارة 2: 312، وإسناده صحيح كما في إعلاء السنن 2: 86. سادساً: عن نافع رحمه الله قال: ((خرجت مع عبد الله بن عمر في سفر ... وغابت الشمس ... فلما أبطأ قلت: الصلاة يرحمك الله، فالتفت إلي ومضى حتى إذا كان في آخر الشفق نزل فصلى المغرب، ثم أقام العشاء وقد توارى الشفق فصلى بنا، ثم أقبل علينا فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا عجل به السير صنع هكذا))، في سنن النسائي 1: 490، والمجتبى 1: 287، وإسناده صحيح كما في إعلاء السنن 2: 88، والتبيين 1: 88، قال عبد الحق: ((وهذا نص على أنه صلَّى كل واحدة منهما في وقتها)). سابعاً: إن التأخير حتى يخرج وقت الأولى ويدخل الثانية تفريط؛ فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: ((إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على مَن لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى))، في صحيح مسلم 1: 473، وصحيح ابن خزيمة 2: 95. ثامناً: عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر يؤخر الظهر ويقدم العصر، ويؤخر المغرب ويقدم العشاء))، في شرح معاني الآثار 1: 164، ومسند أحمد 6: 135، وإسناده حسن. ينظر: إعلاء السنن 2: 85. تاسعاً: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعاً بالمدينة بلا خوف ولا سفر، قال أبو الزبير: فسألت سعيداً لم فعل ذلك، فقال: سألت ابن عباس كما سألتني فقال: أراد أن لا يحرج أحداً من أمته))، في صحيح مسلم 1: 490، ولا يكون ذلك إلا في الجمع الصوري، والله أعلم.

imam icon

أرسل سؤالك إلى المساعد الذكي

إذا لم تكن الإجابات السابقة مناسبة، يرجى إرسال سؤالك إلى المفتي عبر