الإجابة
أقول وبالله التوفيق: وهو أن يقول عقب الخروج من الخلاء: «غفرانك»؛ فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ قَالَ: غُفْرَانَكَ»، في سنن الترمذي 1/12، واللفظ له، وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة». وسنن أبي داود، 1/55، وسنن ابن ماجه، 1/110، وفي المستدرك، 1/261، وصححه. وقال الذهبي في التلخيص: «صحيح، ويوسف ثقة». وصحيح ابن حبان 4/290، وقال الشيخ شعيب: «إسناده حسن». وكأنه رأى ترك ذكر الله تعالى زمان لبثه في الخلاء تقصيراً منه، فتداركه بالاستغفار، فإنه كان يذكر الله تعالى على سائر أحواله، فإن الاستغفار هنا كناية عن الاعتراف بالقصور عن بلوغ حق شكر نعمة الإطعام وتربية الغذاء من حين التناول إلى أوان الإنهضام، وتسهيل خروج الأذى بسلامة البدن من الآلام، فالتجأ إلى الاستغفار؛ اعترافاً بالقصور عن شكر النعمة. ينظر: بدائع الصنائع، 5/126، وتبيين الحقائق، 1/166، وفتح القدير، 1/419، والله أعلم.