السؤال
قرأت في كتاب «مع النبي» لأدهم شرقاوي حديث بعنوان: «حوار بين آدم وموسى عليهما السلام »،وهو: روى البخاري ومسلم في صحيحهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(احتج آدم وموسى عند ربهما فحاج آدم موسى، قال موسى: أنت الذي خلقك الله بيده ،ونفخ فيك من روحه،وأسجد لك ملائكته،وأسكنك جنته ثم أهبطت الناس إلى الأرض بخطيئتك؟
فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، وأعطاك الألواح فيها تبيان كل شئ وقرّبك نجيا، فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أخلق؟ قال موسى: بأربعين عاماً
قال آدم: فهل وجدت فيها:(وعصى آدم ربه فغوى )؟
قال : نعم قال: أفتلومني على أن عملت عملاً كتب الله عليه أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين سنة ؟
فكيف نحاسب على أخطائنا في الآخرة وقد كتبت في اللوح المحفوظ قبل أن نُخلق؟وهذا الحديث ربما يدل على انعدام إرادة سيدنا آدم عندما عصى ربه؟
الإجابة
أقول وبالله التوفيق: كتابتها في اللوح المحفوظ يقتضي أن يكون الله تعالى عالماً بكل شيء، وإلا لم يستحق أن يكون إلهاً، وصفة العبد كمخلوق أنه مختار، وإلا لما كان مكلفاً، فعلم الله لا يعارض اختيار العبد؛ لأن الأولى من صفات الرب، والثانية من صفات العبد، وحديث آدم عليه السلام له تأويلات كثيرة، منها النسيان، ولا حساب عليه، والله أعلم.