الوقت المستحب لصلاة العصر

السؤال
ما هو الوقت المستحب لصلاة العصر؟
الإجابة
أقول وبالله التوفيق: إن كانت السماء صحو: يستحب تأخير العصر ما لم تتغيَّرِ الشمس– أي عند اصفرارها وضعفها بأن تقدر العين على مقابلتها -؛ فعن علي بن شيبان رضي الله عنه قال: ((قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فكان يؤخر العصر ما دامت الشمس بيضاء نقية)). في سنن أي داود 1: 11، وسكت عنه. فهو حسن عنده كما ذكره الزيلعي من عادته ناقلاً عن المنذري. ينظر: إعلاء السنن 2: 37. وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد تعجيلاً للظهر منكم، وأنتم أشد تعجيلاً للعصر منه))، في سنن الترمذي 1: 303، ومسند أحمد 6: 289، ومسند أبي يعلى 12: 426، وغيره، وفي الجوهر النقي 1: 112: رجاله على شرط الصحيح. كما في إعلاء السنن 2: 37. وعن إبراهيم النخعي رضي الله عنه قال: ((أدركت أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه يؤخرون العصر إلى آخر الوقت))، في الآثار 1: 20. ولأن في تأخيرها توسعة لوقت النوافل، فيكون فيه تكثيرها فيندب، وفي التعجيل قطعها لكراهية النفل بعدها فلا يستحب. أما إن كانت السماء غيم: فيستحب تعجيل العصر؛ لأن في تأخيره توهم وقوعه في الوقت المكروه؛ فعن أبي مليح كنا مع بريدة رضي الله عنه في يوم ذي غيم فقال: ((بكروا بالصلاة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ترك صلاة العصر حبط عمله))، في صحيح البخاري 1: 214. وعن بريدة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: ((بكروا بالصلاة في يوم الغيم، فإنه من ترك الصلاة فقد كفر))، في صحيح ابن حبان 4: 323. وعن عبد العزيز بن رفيع قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عجلوا صلاة العصر في يوم غيم))، في سنن سعيد بن منصور وإسناده قوي مع إرساله، كما في إعلاء السنن 2: 50. ينظر: وقاية الرواية ص137، وكنز الدقائق 1: 83، وتبيين الحقائق 1: 83، والله أعلم.
imam icon

أرسل سؤالك إلى المساعد الذكي

إذا لم تكن الإجابات السابقة مناسبة، يرجى إرسال سؤالك إلى المفتي عبر