آداب الخلاء

السؤال
ما هي آداب الدخول إلى الخلاء؟
الإجابة
أقول وبالله التوفيق: 1. الدخول إلى الخلاء برجله اليسرى؛ وهذا لأن من شأن اليمين أن تكرم؛ ومن إكرام اليمين، أن يبدأ به في الخيرات كلها، يداً كان، أو رجلاً، ويُؤَخِّر في المكروهات كلها، والخلاء موضع مستقذر يحضره الشيطان؛ لهجران ذكر الله فيه، فيؤخر رجله اليمنى في دخوله، ويقدم اليسرى. 2. أن يسمي قبل الدخول؛ لقوله : «سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ، وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ، إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمْ الْخَلَاءَ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ»، في سنن الترمذي 2/503، وسنن ابن ماجه 1/109، والمعجم الأوسط 3/67. 3. الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان؛ لأنه يحضر الأخلية، بأن يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث»؛ فعن أنس  قال: «كَانَ النَّبِيُّ  إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ»، في صحيح البخاري 1/66، وصحيح مسلم 1/283. 4.الاستنجاء باليد اليسرى، فلا يجوز الاستنجاء باليد اليمنى، إلا عند الضرورة؛ لما روي عن أبي قتادة الأنصاري  مرفوعاً: «إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ، فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ، وَإِذَا أَتَى الْخَلَاءَ، فَلَا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، وَلَا يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ»، في صحيح البخاري1/69، و5/2133، وصحيح مسلم 1/225). 5. الخروج من الخلاء برجله اليمنى؛ لأنه تَفَلتٌ من المكروه، ومُحتضَر الشيطان، فكان نعمة، فاليمنى أولى به. 6. أن يقول عقب الخروج من الخلاء: «غفرانك»؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النَّبِيُّ  إِذَا خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ قَالَ: غُفْرَانَكَ»، في سنن الترمذي 1/12، وسنن أبي داود، 1/55، وسنن ابن ماجه، 1/110، وفي المستدرك، 1/261، وصححه. 7. أن لا يتكلم في الخلاء، فإن الكلام في حال الاستنجاء مكروه؛ لأن الملائكة يتنحون عنه في هذه الحالة راجين أن لا يتكلم، فإذا تكلم أتعبهم؛ لأنهم حينئذ يعودون إليه للكتابة فيتأذون من الرائحة الكريهة، فيكون سبباً لترك إكرامهم، فيكره؛ فعن ابن عمر  قال النبي : «ِيَّاكُمْ وَالتَّعَرِّيَ، فَإِنَّ مَعَكُمْ مَنْ لَا يُفَارِقُكُمْ إِلَّا عِنْدَ الْغَائِطِ، وَحِينَ يُفْضِي الرَّجُلُ إِلَى أَهْلِهِ، فَاسْتَحْيُوهُمْ، وَأَكْرِمُوهُمْ»، في سنن الترمذي 5: 112. 8. ترك استقبال القبلة وترك استدبارها، فإنه يكره تحريماً هذا الفعل، سواء كان في الصحراء أو في البنيان؛ لما أخرجه البخاري في صحيحه، عن أبي أيوب الأنصاري  مرفوعاً: «إِذَا أَتَيْتُمْ الْغَائِطَ، فَلَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا»، فلم يفرق بين الفضاء والبيوت. 9. ستر العورة عند الاستنجاء، فينبغي على المسلم أن يستتر عند الاستنجاء ما استطاع؛ لئلا يقع نظر الناس على عورته، فإذا لم يجد موضعاً خالياً، يتركه؛ لأن كشف العورة منهي، والاستنجاء مأمور، والنهي راجح على الأمر؛ فعن جابر  قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد البراز، انطلق حتى لا يراه أحد»، في سنن أبي داود 1/47، وسنن ابن ماجه 1/121، وسنن الدارمي 1/23، والله أعلم.
imam icon

أرسل سؤالك إلى المساعد الذكي

إذا لم تكن الإجابات السابقة مناسبة، يرجى إرسال سؤالك إلى المفتي عبر