الإجابة
من أفطر عامداً متعمداً في نهار رمضان مرتكب لكبيرة من الكبائر، وينال بفعله الوعيد الشديد كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان، فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلاً وعراً، فقالا لي: اصعد حتى إذا كنت في سواء الجبل، فإذا أنا بصوت شديد، فقلت: ما هذه الأصوات؟ قال: هذا عواء أهل النار، ثم انطلق بي فإذا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دماً فقلت: من هؤلاء؟ فقيل: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم))، في صحيح ابن حبان 16: 536، والمستدرك 1: 595، وسنن النسائي 2: 246، وهذا فيمن عجل الإفطار قبل الغروب، فكيف يكون حال من لم يصم أصلاً، وعليه القضاء والكفارة وهي على الترتيب: عتق رقبة، فإن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، وعليه أن يتوب إلى الله ويمسك بقية اليوم تشبهاً بالصائمين، ينظر: المبسوط 1: 116، 3: 71، وبدائع الصنائع 2: 103؛ فعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، قال: ((أمر النبي صلى الله عليه رجلاً من أسلم أن أذن في الناس أن مَن كان أكل فليصم بقية يومه، ومَن لم يكن أكل فليصم، فإن اليوم يوم عاشوراء))، في صحيح البخاري 2: 705، وصحيح ابن حبان 8: 385، والمستدرك 3: 608، وعاشوراء كان واجب الصيام قبل فرض رمضان. ولأن زمان رمضان وقت شريف فيجب تعظيم هذا الوقت بالقدر الممكن، فإذا عجز عن تعظيمه بتحقيق الصوم فيه يجب تعظيمه بالتشبه بالصائمين؛ قضاء لحقه بالقدر الممكن إذا كان أهلاً للتشبه، ونفياً لتعريض نفسه للتهمة، ينظر: بدائع الصنائع 2: 103.