صوم يوم عرفة

السؤال
ما حكم صوم يوم عرفة؟
الإجابة
يستحب لغير الحاج صيام يوم عرفة - وهو اليوم التّاسع من ذي الحجّة -؛ لأن له فضيلة على غيره من الأيام، كما في بدائع الصنائع 2: 79؛ فعن أبي قتادة رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم: ((صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده))، في صحيح مسلم 2: 818، وصحيح ابن حبان 8: 394. أما الحاج، فإن كان يضعفه عن الوقوف والدعاء فيكره تنزيهاً صيامه؛ لأن فضيلة صوم هذا اليوم مما يمكن استدراكها في غير هذه السنة ويستدرك عادة، فأما فضيلة الوقوف والدعاء فيه لا يستدرك في حق عامة الناس عادة إلا في العمر مرة واحدة فكان إحرازها أولى، والكراهة فيه تنزيهية؛ لأنه إخلال بالأهم في ذلك الوقت، اللهم إلا أن يسيء خلقه فيوقعه في محظور؛ فعن أم الفضل بنت الحارث رضي الله عنها: ((إن ناساً تماروا عندها يوم عرفة في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم، فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره بعرفة فشربه))، في صحيح مسلم 2: 791، وصحيح البخاري 2: 598، وعن ابن عمر رضي الله عنهما: ((أنّه حجّ مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثمّ أبي بكر، ثمّ عمر، ثمّ عثمان، فلم يصمه أحد منهم))، أما إن كان لا يضعفه عن الوقوف والدعاء، فلا يكره؛ لما فيه من الجمع بين القربتين. ينظر: بدائع الصنائع 2: 79، وفتح القدير 2: 478، والبحر الرائق 2: 365، وحاشية التبيين1: 332، ومجمع الأنهر 1: 254.
imam icon

أرسل سؤالك إلى المساعد الذكي

إذا لم تكن الإجابات السابقة مناسبة، يرجى إرسال سؤالك إلى المفتي عبر