الترحم على غير المسلم

السؤال
ما حكم الدعاء والترحم على غير المسلم؟
الإجابة

أقول وبالله التوفيق: لا يجوز الدعاء بالرحمة والاستغفار لغير المسلم بعد الموت؛ لأنَّهم محلٌ للنقمة لا للنعمة؛ لتركه الإيمان بالله تعالى، والترحم لا يجوز إلا للمسلم؛ لأنَّه محل رحمة الله، والكافرُ بكفره محلُّ سخط الله، قال تعالى: {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُون}[التوبة:84].
وفي المحيط البرهاني2: 184: «والاستغفار للكافر حرام، قال الله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَسِقِينَ}[التوبة: 80]». والرحمة لا تختلف عن الاستغفار؛ لأنّ رحمتهم بعد موتهم بمغفرة ذنوبهم.
وأما في الحياة فيدعو له بالهداية؛ لما ورد في كتاب رسول الله  إلى هرقل فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، السلام على من اتبع الهدى...) في صحيح البخاري 5: 2310،  وقال :«اللهم اهد دوسا وأت بهم» في صحيح البخاري4: 44، وفي تحفة الملوك3: 97: «ولو قال لغير المسلم: أطال الله بقاءَك لم يجز، إلا إذا نوى إطالةَ بقائه لإسلامه». 
وهذا لا ينافي محبة الخير لغير المسلم، ورأس الخير هدايتهم للحق، لكوننا نكره كفرهم المضر لهم وللبشرية ولمنافاته للخير للناس واشتماله على ضررهم، والله أعلم.

imam icon

أرسل سؤالك إلى المساعد الذكي

إذا لم تكن الإجابات السابقة مناسبة، يرجى إرسال سؤالك إلى المفتي عبر