أقول وبالله التوفيق:أولاً: من القرآن الكريم: قال الله جل جلاله: {وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِد} البقرة: 187، فالإضافة إلى المساجد المختصة بالقرب وترك الوطء المباح لأجله دليلٌ على أنّ الاعتكاف قربة.ثانياً: من السّنة: عن ابن عمر رضي الله عنهما: «إنّ النّبي r كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان» في صحيح مسلم 2: 830. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله r يعتكف العشر الأواخر من رمضان» في صحيح البخاري 2: 715، وصحيح مسلم 2: 830.وقال الإمام الزّهري رحمه الله: ((عجباً من النّاس كيف تركوا الاعتكاف ورسول الله r كان يفعل الشيء ويتركه، وما ترك الاعتكاف حتى قُبض)).ثالثاً: من المعقول: إنّ في الاعتكاف تفريغ القلب عن أمور الدّنيا، وتسليم النّفس إلى بارئها، والتّحصن بحصن حصين، وملازمة بيت الله تعالى.قال عطاء: ((مثل المعتكف كمثل رجل له حاجة إلى عظيم فيجلس على بابه، ويقول: لا أبرح حتى تقضي حاجتي، والمعتكف يجلس في بيت الله تعالى، ويقول: لا أبرح حتى يغفر لي، فهو أشرف الأعمال إذا كان عن إخلاص))، ينظر: المبسوط 3: 115، والتبيين 1: 348، والمبسوط 3: 115، وفتح الباري 4: 285، والله أعلم.