يسن للصائم فعل الأمور الآتية؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام:أولاً: السحور؛ لأن به يستعان على صيام النهار، والسنة فيه هو التأخير؛ لأن معنى الاستعانة فيه أبلغ، ينظر: بدائع الصنائع 2: 105؛ فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم: )(فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر)(، في صحيح مسلم 2: 770، وصحيح ابن خزيمة 3: 215، وصحيح ابن حبان 8: 254. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: ((تسحروا فإن في السحور بركة))، في صحيح البخاري 2: 678، وصحيح مسلم 2: 770. وعن يعلى رضي الله عنه قال صلى الله عليه: ((ثلاثة يحبها الله عز وجل: تعجيل الفطر، وتأخير السحور، وضرب اليدين أحدهما بالأخرى في الصلاة))، في المعجم الكبير 22: 263، والمعجم الأوسط 7: 269.ثانياً: تعجيل الإفطار إذا غربت الشمس؛ فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، قال صلى الله عليه: ((لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر))، في صحيح ابن حبان 8: 273.وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه: ((لا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر، إن اليهود والنصارى يؤخرون))، في صحيح ابن حبان 8: 273، والمستدرك 1: 596، وسنن أبي داود 2: 305. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال صلى الله عليه، قال تعالى: ((أحب عبادي إلي أعجلهم فطراً))، في جامع الترمذي 3: 83، وسنن البيهقي الكبير 4: 237، وصحيح ابن حبان 8: 276.ثالثاً: السواك: وهو في آخر النهار كأوله، ولو كان رطباً أو مبلولاً بالماء؛ لأنه ليس فيه من الماء قدر ما يبقى في الفم من البلل بعد المضمضة، ولكن استحب بعضهم البصاق بعد المضمضة ولو مرة، ينظر: البدائع 2: 106، والهدية ص171؛ فعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: ((رأيت النبي صلى الله عليه ما لا أحصي يتسوك، وهو صائم))، في جامع الترمذي 3: 104، وحسنه، وسنن الدارقطني 2: 202، ومسند أحمد 3: 445، والأحاديث المختارة 8: 182. وعن عائشة رضي الله عنها، قال صلى الله عليه: ((من خير خصال الصائم السواك))، في سنن ابن ماجة 1: 536، وسنن البيهقي الكبير 4: 272، وسنن الدارقطني 2: 203، ورمز له السيوطي في الجامع الصغير3: 486 بالحسن؛ إذ وصف الاستياك بالخيرية مطلقاً من غير فصل بين المبلول وغير المبلول، وبين أن يكون في أول النهار وآخره؛ لأن المقصود منه تطهير الفم، فيستوي فيه المبلول وغيره أول النهار وآخره: كالمضمضة. وعن عبد الرحمن بن غنم رضي الله عنه قال: سألت معاذ بن جبل رضي الله عنه أتتسوك وأنت صائم؟ قال: نعم. قلت: أي النهار أتسوك؟ قال: أي النهار شئت، إن شئت غدوة، وإن شئت عشية. قلت: فإن الناس يكرهونه عشية. قال: ولم؟ قلت يقولون: إن رسول الله صلى الله عليه قال: ((لخلوف فم الصائم أطيب من ريح المسك))، فقال: سبحان الله، لقد أمرهم رسول الله صلى الله عليه بالسواك حين أمرهم، وهو يعلم أنه لا بد أن يكون بفم الصائم خلوف وإن استاك، وما كان بالذي يأمرهم أن ينتنوا أفواههم عمداً، ما في ذلك من الخير شيء، بل فيه شر، في المعجم الكبير 20: 70، قال ابن حجر في تلخيص الحبير 2: 202: إسناده جيد. ينظر: بدائع الصنائع 2: 106.