الإجابة
يكره تنزيهاً، وإن أفطر الأيام المنهية – العيدين الفطر والأضحى، وأيام التشريق الثلاثة، ويوم الشك -؛ لأنه يضعفه أو يصير طبعاً له، ومعنى العبادة على مخالفة العادة، كما في حاشية التبيين 1: 332؛ ولما روي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، قال: ((أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أقول: والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت الذي تقول: والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت، قلت: قد قلته، قال: إنك لا تستطيع ذلك فصم وأفطر وقم ونم وصم من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر، فقلت: إني أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله، قال: فصم يوماً وأفطر يومين، قال قلت: إني أطيق أفضل من ذلك قال: فصم يوماً وأفطر يوماً وذلك صيام داود، وهو عدل الصيام، قلت: إني أطيق أفضل منه يا رسول الله قال: لا أفضل من ذلك))، في صحيح البخاري 3: 1256، وحملت الكراهة على التنزيه؛ لما ورد عن أبي موسى ، قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن صام الدهر ضيقت عليه جهنم هكذا وعقد تسعين))، في صحيح ابن خزيمة 3: 313، وللأحاديث الواردة في فضل الصيام، ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً))، في صحيح مسلم 2: 808، والمسند المستخرج 2: 229، وسنن النسائي 2: 97، وسنن الدارمي 2: 267.
30. ما هو صوم الوصال، وما حكمه؟ قد فسَّره أبو يوسف ومحمد: بصوم يومين لا فطر بينهما؛ لأن الفطر بينهما يحصل بوجود زمان الفطر وهو الليل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا فقد أفطر الصائم أكل أو لم يأكل))، وقيل في تفسير الوصال: أن يصوم كل يوم من السنة دون ليلته، ويكره هذا الصيام تنزيهاً؛ لأن ذلك يضعفه عن أداء الفرائض والواجبات ويقعده عن الكسب الذي لا بد منه، كما في بدائع الصنائع 2: 78، والفتاوى الخانية 1: 205؛ فعن أنس رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تواصلوا قالوا: إنك تواصل، قال: لست كأحد منكم إني أطعم وأسقى))، في صحيح البخاري 2: 693، وروي مثله عن ابن عمر رضي الله عنهما، وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: ((نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمة لهم))، في صحيح مسلم 2: 776، وينظر: معارف السنن 5: 500.